أخبرتني أمي يوماً : أن الإنكسارات ثمنها عظمة !
أن من ينامُ متجمداً سيصنعُ كسوة !
و أن من يخاف الظلمة سيخلقٌ نوراً !
و أن من يرفض الظلم سيخلقُ ثورة !
“”
ها نحنُ الآن نحملُ حزناً أقوى .. لأننا تخلينا عن الأحلام المتواضعة التي يشتريها الأغنياء بثمن بخس جداً لا يورث هذه البرد .. و هذا الجوع !
أصبحنا نشق طريقنا بدموعونا !
و بخساراتنا نقيس إنتصاراتنا ..
بعاهاتنا جبارين .. و بجوعنا مترفين !
“”
ستكونُ الحكمة يوماً في النهايات .. لا في البدايات !
نحنُ الذين لم نولد و في أفواهنا ملعقة ذهبية أو حتى معدنية ..
سنموت وقد تركنا بصمة ذهبية في كل طريق مشيناه حفاةً عراة متجردين إلا من أحلامنا ..
في الجدران المتصدعة التي لم تمنع البرد من أن يعانق أجسادنا !
لأننا بيدينا المتقرحة سنمسحُ دموع ابائنا ..
و مصابيحنا الخافتة سنبحثُ عن تركيبة دواء لداء فتك بأمهاتنا !
لأننا نعلمُ أن الله خلقنا مختلفين .. حتى لا نكُون متخلفين !
“”””
* ( فقراء ) كما نسميهم ..
,
أفتحُ عينيّ .. تصدمني حقيقة أنني لمْ أعدَ أمتلك شيء ..
أو أنني أمتلك كل شيء .. لكنهُ لا يعني لي أي شيء !
أعتقد أن الغنى لا يعني تعددّ الأشياء الثمينه التي نمتلكها ..
بلْ قيمة هذه الأشياء في قلوبنا !
…يمكن أن تكون مشاركة كسرة خُبز مع حبيبك أسعد بكثير من مشاركة الوحدة بأشيائك الثمينة .
هذه المفارقات البسيطة هي التي تصنع السعادة التي يبحث عنها الأغنياء كثيراً ..
ليتَهم يكفون عن الشفقة على الفقراء و يشفقون على أنفسهم !
لأن السعادة ليست كمية الأموال الموجودة في حسابك , بل بعدد الأصدقاء الذي لن يخذلونك إن لم تصبح يوما غنيّاً .
و هذا ما لا يقلق الفقراء ..
لأنهم بعكس الأغنياء لا يملكون شيئاً يذكر ليختبروا به أحداً . *
ستهمس بي : صغيرة يا ابنتي على الأحزان ..
بوجهك الذي يترجلّ ابتسامات تتوشح بكل شيء .. !
ربما كانت الأحزان يا أبي أوفى من الناس .. الذين يرحلون ما أن تخفت الضحكة و تموت الابتسامة ..
أحزاننا هي من تريدنا لذاتنا .. تمرّ على الفقير و الغنيّ على حدّ سواء .. لا تفرق بين عربيّ و لا أعجمي .. تساوي جميع الأحياء و لا تظلم أحداً !
لا تبيعنا بالمال و لا تشترينا ..
سلعة غير قابلة للمشاركة و الفهم ..
إنها صادقة جداً و فية جداً مخلصة جداً !
ربما تبقى لي أنت و الحزن فقط ..